أرشيف

المقصقص.. يودي ببائعه إلى أقبية الأمن السياسي

صدام محمد أحمد غانم البالغ من العمر (17) عاماً.. لم يستطع إكمال تعليمه بسبب الفقر والجوع الذي يخيم على أفراد أسرته.. ولكي يساعد أسرته على توفير الحد الأدنى من العيش بكرامة.. خرج هذا الفتى باحثاً عن عمل.. فقاده حظه العاثر إلى بيع المقصقص (الخمير) قرب مسجد النبات.. وهذا المسجد يقع في حارة اليمن (الكورنيش) في محافظة الحديدة.

أختفى هذا الشاب فجأة ولم يعد إلى أسرته،  بحث عنه والده العجوز لأسابيع والأسى يتقطر من قلبه وقلب اسرته وبعد أسابيع علم بأن أبنه معتقل في سجن الأمن السياسي في محافظة الحديدة… بعد مراجعات كثيرة أستطاع الأب أن يزور أبنه في الأمن السياسي في الحديدة وهالته الصدمة حين رأى أبنه لايستطيع المشي إلا بصعوبة وقد فقد أكثر من نصف وزنه خلال فترة إعتقاله التي قاربت الستة أشهر ولدى الإستفسار منه تبين بأنه تعرض للتعذيب وأصيب بمرض السل (التدرن الرئوي) وصحته تتدهور يوماً بعد يوم.

بعد خروج الأب من زيارة إبنه طالب مدير الأمن السياسي بالحديدة بإحالة أبنه إلى المستشفى لمعالجته ومعرفة أسباب حجزة وإطلاق سراحه أو إحالته إلى القضاء إذا كان قد أرتكب جرماً، لكن أيا من هذه الأشياء لم يحدث ولم يحصل الوالد العجور على أي إجابة، تكررت المحاولة مع محافظ المحافظة الذي قال بأنه لايستطيع أن يفعل شيئاً من أجل إنقاذ حياة الفتى.

لم ييأس الوالد العجوز من المحاولة فذهب إلى المجلس المحلي فردوا عليه بأن لاسلطة لهم على الأمن السياسي، ونصحوه أن يسافر إلى صنعاء كي يبحث عن حل لمشكلة أبنه.

ورغم ظروفه المادية الصعبة وكبر سنه سافر هذا الأب العجوز إلى صنعاء، والتقيناه عبر صديق في شارع الدائري ظهره محدودب وعيونه تترقرق بالدموع حين يروي قصة أبنه.. ويسأل عن معنى الإنسانية والمواطنة في بلد العجائب (اليمن السعيد).

بدورنا نأمل من الأخ النائب العام القيام بواجبه الدستوري والقانوني بالتوجيه بإطلاق سراح الفتى صدام أو معالجته من المرض وإحالته إلى القضاء إذا كان قد ارتكب جرماً يوجب تقديمه للقضاء

زر الذهاب إلى الأعلى